وكان الوعد ان تاتي شتاء
لقد رحل الشتا ...ومضى الربيع
واقفرت الدروب , فلا حكايا
تطرزها , ولا ثوب بديع
ولا شال يشيل على ذرانا
ولا خير ... ولا خبر يشيع
وهاجر كل عصفور صديق
ومات الطيب , وارتمت الجذوع
حبيبة... قد تقضى العام عنا
ولم يسعد الكوخ الوديع
ففي بابي يرى ايلول يبكي
وفوق زجاج نافذتي دموع
ويعسل صدر موقدتي لهيبا
فيسخن في شرايني النجيع
وتلتف الستائر في حنين
وتذهل لوحة...ويجوع جوع
احبك... في مراهقة الدوالي
وفيما يضير الكرم الرضيع
وفي تشرين , في الحطب المغني
وفي الاوتار عذبها الهجوع
وفي كرم الغنائم في بلادي
وفي النجمات في وطني تضيع
احبك ...مقلة وصفاء عين
اليها قبل , ما اهتدت القلوع
احبك ... لا يحد هواي حد
ولا ادعت الضمائر و الضلوع
اشم بفيك رائحة المراعي
ويلهث في ضفائرك القطيع...
اقبل اذ اقبله حقولا..
ويلثمني على شفتي الربيع
انا كالحقل منك ... فكل عضو
بجسمي , من هواك , شذا يضوع
جهنمي الصغيرة ... لا تخافي
فهل يطفي جهنم ... مستطيع ؟
فلا تخشي الشتاء ولا قواه
ففي شفتيك يحترق الصقيع